قال تعالى:"وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ".
سبحان الله كم أتذكر هذه الآية وأنا أشاهد بعض الشباب كيف يقودون سياراتهم بسرعة عالية, ويقومون فيها بأعمال بهلوانية, ويرفعون صوت الراديو أو المسجل بدرجة عالية جدا. يرهبون المارة بحركاتهم, ويزعجون النائم والمريض والمطمئن, ويخيفون الأطفال ويروعون الأمهات بما يصدرون من أصوات للكوابح أو العادم ذو الصوت العالي أو صوت الراديو والمسجل المضخم.
وأتذكر هذه الآية في المواكب الإحتفالية في الأعراس ومناسبات التخرج والقدوم من السفر والمباريات وغيرها. لم يعد هناك مناسبة كبيرة أو صغيرة إلا وأصبح من الواجب الخروج فيها بمواكب السيارات لا أول لها ولا آخر, والسير بسرعة كبيرة مع سباق محموم من يكون في مقدمة الركب, والسير بشكل مزدوج وإغلاق الشارع, دون مراعاة لحقوق الآخرين في السير والوصول إلى مبتغاهم- لربما يكون موعد مهم أو مريض ينقل بحالة طارئة إلى المستشفى-. و ناهيك عن إطلاق العنان للمنبه( الزامور) والأبواق وصوت المسجل وغيرها من الأصوات المنكرة.
ثم يتبع الله الآية السابقة بقوله:
قال تعالى:"أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ".
يبين الله عز وجل لنا أنه هو من سخر لنا هذه النعم وأسبغها علينا، فالسيارة ووسائط النقل الأخرى من أكبر النعم التي سخرها الله لنا, فلنشكر نعم الله بإتباع أوامره وإجتناب معاصيه, فلنقصد في مشينا راجلين أو ركبانا, نقصد في قيادتنا لمركباتنا, فلا نسرع أو نتهور في القيادة, والتي هي السبب الرئيس والمباشر في حوادث السير وقتل الأنفس البريئة, فشهداء الشوارع أكثر من شهداء ساحات الوغى. ولنغضض من أصوات مركباتنا أكان منبها أو بوقا أو راديو أو مسجلا, فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير. وإذا ما استمرينا في عدم طاعة الله فيما أمر أو نهى, فإننا بذلك نكفر نعم الله علينا, مما يعرضنا لعقوبة الله ويكون سببا في زوال نعمه عنا- لا قدر الله-.
قال تعالى:" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ".